[center]
السلام عليكم و رحمة الله
موضوع مهم للنقاش اقرؤوه بتمعن
تحقيق - محمد حامد: مع انطلاق الموسم الصيفي في الاندية والمراكز الشبابية المختلفة يتجدد الحديث حول صراع مقاهي الانترنت علي جذب الشباب، خاصة ان كثيراً من تلك المقاهي اعلنت عن تخفيض قيمة ساعات التشغيل للزبائن، وهو ما يدفع الشباب الي الاستجابة لتلك العروض المغرية، والهروب الي عالم الانترنت الغامض.
انتشار مقاهي الانترنت خلال السنوات القليلة الماضية ادي الي تزايد هاجس الاباء والتربويين من الاثار الاجتماعية السيئة له علي الشباب الذين يمثلون النسبة الاكبر من مرتادي تلك المقاهي، وهو ما يعد تغيرا حادا في أهداف شبكة المعلومات الدولية التي كان لظهروها في منتصف التسعينات حدثا عالميا يمثل ثورة في مجال المعرفة.
فمع انتشار الإنترنت تلكو المقاهي التي جذبت ملايين البشر معظمهم من الشباب الباحث عن مزيد من الخصوصية في العلاقات الاجتماعية، والتحليق في سماء المعرفة والانفتاح علي العالم، سرعان ما تحول ذلك الي النقيض حيث تحول الانفتاح الي عزلة اجتماعية بقضاء الشباب ساعات طويلة امام شاشات اجهزة الكمبيوتر يتحدثون الي اناس غرباء يبعدون عنهم الاف الاميال، يتبادلون معهم الاحاديث عن كل شيء بلا قيود او محاذير، معرضين انفسهم بذلك الي مخاطر نفسية واجتماعية ودينية كبيرة، فشلت كل الاجراءات الاحترازية للحكومات في السيطرة عليها بعد ان الغي الانترنت المسافات والحدود بين البشر.
انطلقت أول سلسلة في العالم من هذه المقاهي في عام 1995م في المملكة المتحدة، ثم انتشرت في كثير من الدول العربية منذ سنوات قليلة، وكان دافع اصحاب المقاهي من وراء افتتاحها تحقيق هامش ربحي من خلال المزاوجة بين خدمتين، خدمة المقاهي التقليدية وخدمة الإيجار في شبكة الإنترنت، في المقابل وجد فيها الشباب تسلية جديدة تختلف عن المقاهي التقليدية!!
ومقاهي الإنترنت بحد ذاتها ليست ظاهرة سيئة لو استغلت الاستغلال الأمثل، لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي أوكاراً للاستخدام السيئ من قبل بعض الزبائن، وذلك من خلال الدردشة لأجل الدردشة فقط، والنفاذ إلي المواقع الجنسية بعيدا عن الرقابة الأسرية.
وقد كشفت الإحصائيات أن معظم مرتادي هذه المقاهي هم من الشباب، فقد أثبتت إحصائية وزعتها مجلة خليجية علي عدد من مقاهي الإنترنت أن 80% من مرتادي هذه المقاهي أعمارهم أقل من 30 سنة، فيما قالت إحصائية أخري أن 90% من رواد مقاهي الإنترنت في سن خطرة وحرجة جداً.
وهذه نتيجة خطيرة، فكون معظم مرتادي المقاهي من الشباب ومن فئة عمرية خطرة تحديدا، وأن معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة، فإن الظاهرة هنا تصبح خطرة تستدعي إيجاد بدائل يمكن للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها، بدلا من إضاعة المال والوقت والأخلاق بما لا ينفع!!.
كان اندفاع الشباب نحو تلك المقاهي لأسباب مختلفة يأتي علي رأسها الفراغ الممتد في يوم الشباب والفرار من الأعمال الجادة، خصوصا مع ارتفاع معدل البطالة في كثير من دولنا العربية والإسلامية، فيبحث الشاب عن مكان يقطع فيه فراغه. ثم بعد ذلك أسباب أخري منهاعدم إمكانية شراء جهاز كمبيوتر لغلائه ونظرا للحالة الاقتصادية عند بعض الشباب فاستعاضوا عن ذلك بساعات يقضونها في المقاهي، وصعوبة الوصول إلي النت عند البعض، خصوصا أن هذه الوسائل لم تعمم في جميع البلدان ووجودها يقتصر في بعض الدول علي المدن دون القري، لكن عموما هذه الخدمة بدأت تنتشر وتتوفر وإن كانت بنسب متفاوته خاصة في المجتمع العربي وتشير إحصائية تم رصدها عام 2004 إلي أن نسب المستخدمين للنت بين عام 1990 وعام 2002 بلغت في البحرين 245 من كل ألف شخص، و105.8 من كل ألف شخص في الكويت، و113.2 في قطر، و313.2 في الإمارات العربية المتحدة، و70.9 في عُمان، و64.6 في السعودية، و117.1 في لبنان، و57.7 في الأردن، و51.7 في تونس، و30.4 في فلسطين، و12.9 في سورية، و16 في الجزائر، و28.2 في مصر، و23.6 في المغرب، و2.6 من أصل ألف شخص في السودان. ولا شك أن هذه الأعداد زادت عامي 2003، 2004.
فضلا عن البحث عن الخصوصية.. فبعض الشباب ربما لديهم أجهزة في بيوتهم لكنهم يفتقدون خصوصية البحث عما يريدون، لاسيما إذا كانت البيوت محافظة وهم يبحثون عن المحادثات أو المواقع الإباحية وهي نسبة كبيرة من الشباب. وأكثر المقاهي تجدها مهيئة لذلك من جو شاعري وأضواء خافتة وتجهيز المكان بحيث لا يطلع أحد علي الجالس ولا يدري أحد ماذا يفعل.. ويكفي أن نعلم أن المقهي الذي لا يوفر مثل تلك الخصوصية يتدني دخله بصورة كبيرة جدا مقارنة بالمقاهي التي توفرها.
كما ان هناك هدف اخر للشباب من دخول شبكة الانترنت وهو الاستئناس بالأصدقاء والبعد عن جو المنزل وذلك من خلال الخدمات الجانبية التي يقدمها المقهي وإمكانية مواعدة الأصدقاء فيها ليكون لقاء بالأصدقاء وإبحارا في النت في نفس الوقت.
ويعلم كثير من المستخدمين لشبكة الإنترنت أن بوسع غيرهم أن يتعرف عليهم فيما لو استخدموا أجهزتهم الشخصية، ولذلك يفرون من انكشاف أفعالهم المخزية يلجئون إلي هذه المقاهي لتقيد جرائمهم ضد مجهول، كما ان إهمال الأباء وضعف مراقبة الأسر لأبنائها يزيد من معدلات الاقبال علي الانترنت.
في استطلاع للرأي اجرته احدي المجلات العربية عن مقاهي الانترنت كانت النتيجة أن 60 % يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثة، و20% من المستخدمين للمواقع الثقافية، و12% للمواقع الطبية والحاسوبية والتجارية، و8 % للمواقع السياسية.
وقد أجمع أصحاب تلك المقاهي أن أكثر ما يبحث عنه الشباب خصوصا والرواد عموما هو الشات (المحادثة) والجنس..
لكن ماذا يقول الشباب عن تجربتهم مع مقاهي الانترنت مع بدء اجازة الصيف، والي أي حد تمكنت شبكة المعلومات العنكبوتية من السيطرة علي عقولهم.. وقبل ذلك كيف يمكن لهم تجنب اثاره السلبية واخطرها العزلة بالبحث عن انشطة اخري لتنمية مواهبهم ؟ الاجابة خلال السطور القادمة..
عدنان السيد صاحب مقهي يقول إن أغلب مرتادي المقهي من الشباب يأتون للمحادثة مع أصدقائهم وأقاربهم ثم الدخول إلي المواقع الالكترونية أما الشاب تام نال نيبالي الجنسية يؤكد أنه دائم الدخول إلي الانترنت وأنه يحقق كثيرا من الجوانب الايجابية منها الحصول علي المعلومات ومعرفة ما يجري من أخبار ويضيف زميله علي المقعد الآخر إن الانترنت ثروة معلوماتية يجب الاستفادة منها وأنا آتي إلي هنا للدردشة وفي المقعد الآخر توجهت إليه وجدته علي احد المواقع غير الأخلاقية ولما سألته قال إنها حرية شخصية والكل يدخل هذه المواقع.. اتجهت إلي احدي المقاهي بوسط الدوحة لأستطلع الآراء يقول محمد السيد مصري الجنسية 29 سنة بصراحة أحضر إلي هناك للدردشة مع أهلي وأصحابي وأحبابي.
أما حسن إبراهيم يبدي استيائه من دخول البعض إلي المواقع الاباحية ولماذا الدخول إليها؟ هكذا يتسأل وأنا معه!
أما هدي محمد تونسية تقول يجب ألا نخلط بين السلبي والايجابي للانترنت ايجابياته التي لو تم استخدامها الاستخدام الأمثل والعكس.
وتضيف الاستخدام السيء والدخول إلي المواقع الممنوعة يؤثر علي الشباب نفسيا واجتماعيا لتصبح تلك المقاهي أوكارا للاستخدام السيء من قبل بعض الزبائن حيث الدردشة والدخول إلي المواقع الجنسية.
وتقول إن الانترنت ومقاهيه سلاح ذو حدين يمكن أن يكون مفيدا إذا عرفنا كيف نستغله وفي نفس الوقت أداة هدم للنفس والروح عن طريق المواقع الجنسية والتافهة، وكمجتمع اسلامي وعربي لنا عادات وتقاليد لا تتغير ولا يمكن تغييرها تحت أي ظرف.. إننا مع التقدم ومواكبة التطور العصري والتكنولوجي والدخول إلي عالم المعرفة عن طريق الانترنت.
وتري أن الأندية والمراكز الشبابية في قطر نجحت في السنوات الأخيرة في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب من خلال الأنشطة الصيفية المتنوعة والمفيدة التي تنمي مهاراتهم في مجالات الكمبيوتر واللغات ومنحتهم خبرات اجتماعية بالرحلات الترفيهية التي تنظمها داخل وخارج الدولة.
أما الخليفي سالم فيري أن الانترنت خطر كبير للشباب إذا أسيء استخدامه فالشاب يقضي أوقاتا تمدد إلي ساعات وساعات. وهذا يستدعي ايجاد بدائل للوقت الضائع.
ويشير محمد العسيري الي أن حوارات بعض الشباب علي الانترنت وربما يكون الهدف من هذه الحوارات بث الأفكار الهدامة التي تستدعي الرقابة والرقابة الشديدة علي بعض المواقع المشبوهة أما مانع صالح سوري الجنسية فيقول إن الانترنت يستقطب أعدادا كبيرة من الشباب وبخاصة المراهقين تلك الفئة التي تحتاج إلي المعالجة ووضع الحلول حتي لا نندم في النهاية. من خلال الأنشطة الصيفية بالنوادي والمراكز الشبابية والمدارس والمراكز الثقافية والاجتماعية.
صلاح السيد يقول إن الانترنت فتح آفاقاً جديدة وأبواب الحرية وفي نفس الوقت يجب أن تكون هناك رقابة حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه.
ويقول أحد الشباب رافضا ذكر اسمه: رايت بعضاً منهم يطلعون علي بعض المواقع الاباحية وهذا يشكل استخداماً سيئاً للانترنت لافتا إلي جهود كيوتل في تتبع المواقع المشبوهة وغلقها حماية للشباب أما أشرف صبيح فيقول إن الانترنت يجب استغلالها بشكل أفضل حتي لا تتحول التكنولوجيا إلي نقمة علي الشباب.
صاحب احدي المقاهي يقول نضع لافتة تحذيرية من الاستخدام الخاطيء للانترنت وإن كنت لا أستطيع منع الزبون من رؤية ما يريده.
أما محمد مقبل فيؤكد أنه لا يمكن السيطرة التامة علي مرتادي الانترنت أو من المستحيل وجود رقابة صارمة عليه وفي الريان كان لي حوار مع بعض من مرتادي مقاهي الانترنت فيقول علي السويدي: لابد من تشديد الرقابة علي مقاهي الانترنت التي جذبت الشباب إليها وتقديم كل من يخالف إلي الأجهزة الأمنية حيث إن المقاهي تزدحم بالعديد من الشباب الذين يقضون أوقاتا أمام شاشة النت.
أما راشد حيدر فيؤكد ان الانترنت عالم مفتوح يحتوي علي مواقع غير آمنة ومواقع محظورة ومواقع مشبوهة فلذلك يجب مراقبة مقاهي الانترنت وخاصة التي تساعد الشباب علي فتح المواقع الممنوعة.
عبدالله غانم يقول معظم الشباب يلجأ إلي مقاهي الانترنت لأسباب كثيرة منها البحث عن الخصوصية كسر المواقع الممنوعة بالاضافة إلي وقت الفراغ الذي يجب استقلاله من جانب الأجهزة المعنية من خلال برامج ثقافية وتوعوية مفيدة.
منقول و الله يعينكم يا شباب