الإسلام من أين و إلى أين؟؟

في يوم من الأيام وفي بيت قديم يفيض منه الحب والحنان بغض النظر عن التاريخ والزمان كا ما كان . كان هناك طفل اسمه محمد وكان محمد قدبلغ العاشرة من عمره كان محمد يسأل نفسه ما هو الإسلام؟ وكيف وصل إلينا على مر هذا الزمان ؟ تلفت محمد حوله فرآ جده ذلك الرجل العجوز الذي يجلس بجانب الجدار ليتمع بأشعة الشمس التي كانت تدخل من الكوة التي في ذلك الجدار فتعطيه النشاط و الحيوية ويشعر بأن الدم يسري في عروقه من جديد ويسترجع أيام الماضي ونظرإلى أمه تلك المرأة التي تمتلئ بالحيوية والنشاط والتي لا تعرف طعم الراحة طوال اليوم فهي ما أن تفرغ من عمل لتدخل في آخر, وتذكر والده الذي يخرج كل يومن من البيت إلى عمله باكرا قبل أن يصيح الديك ولا يعود إلا وقد بلغ التعب منه مبلغ وغابت الشمس وتنحت من مكانها ليحل القمر . فقال محمد في نفسه : سأسأل جدي لعله يجيب عن الأسئلة التي حيرتني طويلا فإقترب محمد من جده قائلا :ما الإسلام يا جداه ؟ وكيف وصل ألينا من سالف الزمان؟ فالتفت الجد إلى محمد قائلا في حزن وحسرة وبصوته الضعيف الذي يرتجف : الإسلام !! اجلس يابني لأروي لك قصة هذا الدين العظيم .
وبدأ الجد يروي قصة الإسلام قائلا : يا بني كان أسلافنا العرب من قديم الزمان يعيشون في جهل و في فوضى كان القوي فيهم يأكل الضعيف ويأتون الفواحش ويشربون الخمر ويلعبون الميسر فقاطع محمد حديث جده سائلا : وما هو الميسر ياجدي ؟ فأجاب الجد :هو ما يعرف بالمقامرة في هذا العصر, وأكمل الجد قصته وكان العرب قبل الإسلام يوئدون الإناث من أنائهم فسأل محمد جده ثانية: لماذا كانوا يفعلون هذا؟ فأجاب الجد لأنهم كانوا يعيرون من تأتيه بنت ويسخرون منه ويعتقدون أنها تجلب السوء والفقر. وأكمل الجد قائلا : وكانوا يأكلون الميتتة فأرسل الله من أصلا بهم ومن أشرافهم ومحمد خاتم الأنبياء والمرسلين فداعهم إلى دين الإسلام فأعرضوا عنه وكذبوه وهو الذي لم يعرف بينهم من قبل إلا بالصادق الأمين , ولم يكتفوا بذلك بل آذوه وكانو يرمون القازورات في طريقه ويضعوعلى ظهره الشريف الأوساخ وهو يصلي وشتموه , فقرر الرسول الكريم أن يخرج من مكة بلده متجها إلى الطائف ليدعو أهلها لعل وعسا أن يهتدوا ويؤمنوا بالله وبرسوله فما لقي منه إلى الأذى والشتيمة وسلطوا سفهائهم و صبيانهم على رسول الله ليرموه بالحجارة حتى سال الدم من قدمه الشريفتين فلجأ إلى بستان مجاور ودعا الله قائلا :((اللهم أنت ربي إلى من تكلني ...)) وأكمل الرسول دعائه ولم يلبس إلا أن أرسل الله إليه ملك كن عنده يعرض عليه أن يبيد الكفار فأبا الرسول الكريم آمل أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ورسوله , وبعدها أخرجوه من بلده . جاء هذا الرسول العظيم ليخرج الناس من غياهب الجهل والتخلف لينشلهم من غبابة بئر الجهل العميق المظلم لبنقلهم من الظلمات إلى النور . فتوقف الجد عن الكلام وبدأ يلهث من التعب فقال له محمد : أكمل ياجدي فأخذ الجد نفسا عميقا وعاد يروي قصته قائلا : وشيئا فشيئا بدأ شمعة الإسلام بالإنارة في المدينة المنورة التي قصدها الرسول ليدعو أهلها إلى دين الله تعالى وكانت أول دولة أسلا مية وليعود الرسول إلى وطنه مكة المكرمة على صهوة الخيل ومعه عدد كبير من المسلمين دخلها الرسول الكريم فاتحا دون أن يريق الدماء ودون أن يبطش بالنساء والأطفال والعجز ووقف أمام شعب مكة قائلا :(( ماذا تظنون أني فاعل بكم )) ؛ فقالوا أخر كريم وابن أخ كريم فرد عليهم هذا الرسول الكريم (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) فتوقف الجد عن الكلام للحظة سائلا محمد : أتعلم لماذا عفا الرسول عن أهل مكة وهم الذين كذبوه وآذوه؟ فأجاب محمد : لماذا يا جدي , فأجاب الجد ليعلمنا العفو عند المقدرة فهذه القاعدة من القواعد الأساسية التي قام عليها الإسلام . وأكمل الجد حديثه : ومن بعدها بدأت بقعة الإسلام بالإنتشار حتى عمت شبه الجزيرة العربية . وبدأت شمعة الإسلام تنير إلى خارج شبه الجزيرة العربية حتى وصلت إلى الصين شرقا وإلى فيينا في النيمسا شمالا وإلى بلاد شنقيط غربا و عدن جنوبا. فسأل محمد جده قائلا : وما هي بلاد شنقيط ؟ فقال الجد :هي ما نطلق عليه موريتانيا في هذا الزمن , وتم كل هذا على أيدي الكثير من الصحابتة والتابعين ومن أبرزهم خالد بن الوليد , وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي و سيف الدين قطز و غيرهم كثر, وأكمل قائلا : لكن الإسلام لم يصل إلينا بيسر وسهولة فكما أخبرتك أن رسولنا محمد (ص) عذب في بداية الأمر وليس بمفرده بل كان الكفار يذبون كل من يشهد أن لا إله إلى الله وأن محمد رسول الله ها هو سيدنا بلال بن رباح يعذب في وسط الصحراء وفي أوج حرارة الشمس الحارقة يوضع على الرمال التي تتوهج من شدة الحرارة العالية ليشهد أن هناك رب غير الله ولم تكن تخرج من شفتيه الكريمتين إلا بضع كلمات هي أحد أحد فرض صمد ولم زيل يكرر تلك الكلمات حتى وضع على صدره صخرة كتمت أنفاسه وكادت تودي بحياته لولا فضل الله عليه ورحمته . فالإسلام وصلنا على جماجم الصحابة الأجلاء . وتوقف الجد مرة أخرى يلتقط أنفاسفه فألح محمد على جده ليكمل فستعاد الجد العجوز قواه وأكمل حديثه يا محمد إن الإسلام حول العرب من رعاة الغنم إلى رعاة الأمم .فقال محمد سائلا جده : ولكني أرى أن المسلمين أصبحوا في أواخر الأمم ؟ فأجاب الجد: لأننا أبتعدا عن خالقنا و نسيناه فعاقبا بأن نصبح أزل الأمم و أضعفها وأكثرها تخلف هذا ماجنيناه من عمل ايدينا يابني . قال الجد : يامحمد نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أزلنا الله , يابني لن يعود المسلمين إلى ماكانوا عليه من عز وقوة إلا بعودتهم إلى ربهم وإيمانهم به أيمانا صادقا و توحدهم فإنما يأكل الذئب من الشاة القاصية , ألا ترى يا بني ما يحدث بالمسلمين في هذا الزمن يقتلون ويذبحون على مرآ العالم ويصرخون وما من مجيب لأن المجيب هو الله وحده هو الذي سينصرنا على أعدائنا بإيماننا العميق به وتركنا الخلاف والنزاع الذي بيننا والإبتعاد عن التفرق ففي التفرق ضعف والإتحاد قوة وكما قال الله في كتابه العظيم بعد بسم الله الرحمن الرحيم : (( واعتصموا بحل الله جميعا ولا تفرقوا .... )) صدق الله ورسوله . هذه هي قصة هذا الدين العظيم دين الأسلام خاتم الأديان ومتمها بكل إيجاز وإختصار فلهذا الدين تاريخ طويل ولو خضنا بتفاصيله ما فرغنا بأيام . يابني لن يعود ما استبيح من أراضي المسلمين إلا بتوفيق الإله و بأيدينا نرجع فلسطين والعراق وكل جزء أغتصب من أراضي المسلمين فلا يجدد الدم إلا الدم . فقال محمد ((متعجبا و منزعجا)) : وصلنا هذا الدين بدماء الصحابة والتابعين ونحن نبيعه دون مقابل!!. فقال الجد : لن يصلح الله أحوالنا حتى نصلح ما بأنفسنا لا تيأس يا محمد فإن الله وعدنا بالنصر فعلينا أن نعمل ونتسلح بالعلم لكي نعود إلى قيادة الأمم تحت راية الإسلام . وأقترب محمد من جده فأحتضنه جده وقبله وانتهت قصة هذا الشبل اليافع.

ملاحظة : الشخصيات التي دار بينها الحوار ليست حقيقية بل هي من نسج الخيال لكن الحوار الذي دار بين الشخصيات هو مقتطفات من قصة الرسالة الخالدة رسالة دين الإسلام . بقلم : أسامة حدبة

بارك الله فيك أخي اسامة على الموضوع الجميل
جزاك الله كل خير
تقبل مروري

مشكور اخ اسامة على الموضوع الرائع او على القصة الرائعة
جزاك الله كل الخير

بارك الله فيك وجزاك الف خير
ويعطيك العافية